كم ساعة يجب أن تلعب يوميًا؟ دليل ذكي لعشاق ألعاب الفيديو

في عالم اليوم، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين الأشخاص حول العالم. البعض يلجأ لها للهروب من ضغط الحياة اليومية، وآخرون يجدون فيها شغفهم وهويتهم. لكن السؤال الحقيقي الذي يشغل بال كثيرين: **كم ساعة من اللعب يوميًا تُعد آمنة ومفيدة؟** وهل هناك حد يفصل بين التسلية والإدمان؟

هل ثلاث ساعات كافية؟ دراسة تُجيب

بحسب دراسة منشورة في مجلة *Nature Human Behavior*، فإن المدة "الصحية" للعب الألعاب الإلكترونية لا يجب أن تتجاوز **3 ساعات يوميًا**. هذا الرقم قد يبدو معقولًا، بل ومُبشّرًا لعشاق الألعاب، خاصة إذا عرفنا أن الفوائد تظهر بوضوح عندما نلعب باعتدال.

لكن من جهة أخرى، تخطّي هذا الحد بشكل مستمر قد يؤدي إلى مشاكل صحية، نفسية وسلوكية لا يمكن تجاهلها.

لماذا تحديد الوقت مهم؟

الانغماس المفرط في الألعاب قد يسبب:

اضطرابات النوم بسبب السهر المتكرر

انخفاض في النشاط البدني وبالتالي زيادة خطر السمنة

تراجع في العلاقات الاجتماعية

الإهمال الدراسي أو الوظيفي

ومع ذلك، فإن تحديد وقت معين لا يعني بالضرورة الحد من المتعة، بل يُساعدك على تحقيق أقصى استفادة من كل دقيقة تقضيها أمام الشاشة.

فوائد اللعب... لما يكون بحدود

ألعاب الفيديو ليست مجرد تسلية، بل أداة فعّالة لتحفيز الدماغ وتحسين بعض القدرات العقلية والاجتماعية. ومن أبرز الفوائد:

تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي

تحسين سرعة رد الفعل والتنسيق بين العين واليد

تعزيز القدرة على التركيز

تقوية التواصل الاجتماعي، خاصة في الألعاب التعاونية أو متعددة اللاعبين

تقليل التوتر وتوفير مساحة للراحة النفسية

الأمر المذهل أن بعض الدراسات الحديثة تُشير إلى أن الألعاب قد تُستخدم مستقبلًا كأدوات تعليمية وعلاجية!

كيف تختار اللعبة الأنسب لوقتك المحدود؟

لو عندك وقت محدود للعب، يبقى لازم تختار صح. بدل ما تضيع ساعات في ألعاب تنافسية مرهقة ذهنيًا مثل *Call of Duty* أو *Fortnite*، جرّب:

**ألعاب القصة (RPG):** زي *The Witcher 3* أو *Red Dead Redemption 2*، لأنها بتخليك تحس بالتقدم المستمر حتى لو لعبت نص ساعة بس.

**ألعاب الألغاز والمنطق:** بتحفّز عقلك وتوفر تسلية خفيفة من غير استنزاف ذهني.

**ألعاب الاسترخاء مثل Stardew Valley أو Animal Crossing**: ممتازة للهروب من ضغط الحياة بدون توتر تنافسي.

هل الألعاب القصيرة أفضل؟

في بعض الأحيان، تكون الألعاب ذات الجلسات القصيرة خيارًا مثاليًا، خصوصًا لليوميات المشغولة. مثلًا، ألعاب الهاتف أو بعض ألعاب الكازينو الإلكترونية (مع الحذر طبعًا من الإنفاق)، بتقدّم متعة سريعة ومنضبطة بالوقت.

التوازن هو مفتاح اللعبة

اللعب مش غلط، بل على العكس، ممكن يكون وسيلة ممتازة للتطور العقلي والنفسي والاجتماعي. لكن المفتاح الحقيقي هو **الاعتدال**. خصص وقتك، جرّب أنواع ألعاب مختلفة، راقب تأثيرها عليك، واستمتع بأفضل ما في عالم الجيمنج من غير ما تأثر على حياتك.

إذا كنت قادر تضبط وقتك وتحافظ على نمط حياة صحي، فاعرف إنك وصلت لـ “اللعب الذكي” — واللي هو أفضل بكثير من مجرد اللعب الكثير.