وداعاً للنظارات الذكية : آبل تتخلى عن حلم الواقع المعزز
في عالم التكنولوجيا المتسارع، تتغير الخطط والاستراتيجيات بشكلٍ مفاجئ، حتى بالنسبة لأكبر الشركات. ففي تطورٍ صادم، كشفت تقارير عن تخلي شركة آبل العملاقة عن مشروعها الطموح لتطوير نظارات الواقع المعزز، الذي كان يُنظر إليه كخطوةٍ جريئة نحو مستقبلٍ جديد. هذا القرار المفاجئ أثار تساؤلاتٍ كثيرة حول مستقبل هذه التقنية، ومكانة آبل في سوق الأجهزة الذكية. فما هي الأسباب التي دفعت الشركة إلى اتخاذ هذا القرار؟ وما هي التداعيات المحتملة على سوق الواقع المعزز؟
تفاصيل المشروع الملغى
ووفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ الأمريكية،كانت آبل تعمل على تطوير نظارات ذكية للواقع المعزز، تحمل الاسم الرمزي "N107"، وكان من المفترض أن تشبه النظارات العادية مع شاشات مدمجة في العدسات. كان الهدف هو توفير تجربة عرض افتراضي مشابهة لما تقدمه نظارة Vision Pro، ولكن بتصميمٍ أصغر حجمًا وأكثر ملاءمة للاستخدام اليومي. كان من المخطط أيضًا أن تأتي العدسات بميزة تغيير التعتيم، على غرار تقنية EyeSight في Vision Pro، لتنبيه الآخرين بحالة المستخدم. ومع ذلك، لم يكن المشروع يتضمن كاميرا أو مزايا الواقع المختلط الموجودة في Vision Pro.
أسباب التخلي عن المشروع
واجهت آبل العديد من التحديات في تطوير هذه النظارات، أبرزها مشكلة استهلاك الطاقة. كانت الخطة الأولية تعتمد على توصيل النظارات بهاتف iPhone، لكن استهلاك الطاقة المرتفع شكل عائقًا رئيسيًا، إذ لم يكن الهاتف قادرًا على تشغيلها بكفاءة. حاولت الشركة ربطها بأجهزة Mac بدلًا من ذلك، لكن هذه الاستراتيجية لم تلقَ استحسانًا في الاختبارات الداخلية. وفي المقابل، يواصل المنافسون تعزيز وجودهم في هذا القطاع. فقد شهد معرض CES 2025 استعراضًا لمجموعة متنوعة من النظارات الذكية، وقد دخلت جوجل رسميًا إلى المنافسة عبر نظام Android XR، وأعلنت سامسونج “مشروع موهان Moohan Project” لتطوير نظارة واقع معزز. بالإضافة إلى ذلك، واجهت آبل صعوبات في تطوير نظارات تجمع بين الأداء الجيد والتكلفة المعقولة.
تداعيات القرار
يثير هذا الإلغاء تساؤلات حول مستقبل مشاريع آبل في مجال الواقع المعزز، خاصةً بعد تقارير أشارت إلى أن الشركة ألغت مشروعًا آخر للنظارات في عام 2023. كما أن العمل على الجيل الثاني من Vision Pro يبدو متعثرًا لصالح التركيز على تطوير نسخة أقل تكلفة من النسخة الحالية. في المقابل، يواصل المنافسون تعزيز وجودهم في هذا القطاع، مثل Meta و Google و Samsung، مما قد يمنحهم ميزة تنافسية في المستقبل.
على الرغم من تخليها عن مشروع النظارات الذكية، لا يزال الواقع المعزز يمثل مجالًا واعدًا، ومن المتوقع أن يشهد تطورات كبيرة في المستقبل. وتبقى آبل لاعباً رئيسياً في سوق التكنولوجيا، وقد تعود بمفاجآت أخرى في هذا المجال. يبقى السؤال: هل ستعود آبل إلى حلبة المنافسة في سوق الواقع المعزز؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.